
اليوم نقدم لكم واحدة من أجمل القصص التي نعلم منها أطفالنا أن الغرور والتكبر من الصفات السيئة التي لا يجب أبدا أن نتسم بها، وقصتنا اليوم بعنوان الكتكوت المغرور، وسنتعرف على أحداثها بالتفصيل في السطور التالية.
حدوتة قبل النوم للأطفال | قصة الكتكوت المغرور
تدور أحداث قصتنا اليوم حول كتكوت صغير اسمه بلية يعيش مع أمه وإخوته في منزل جميل يطل على غابة واسعة مليئة بمختلف أنواع الحيوانات.
كان بلية على عكس إخوته يحب اللعب كثيرًا خارج المنزل ولكن أمه كانت تمنعه دائمًا من ذلك خوفًا عليه من أن يتقاتل مع حيوان أكبر منه حجمًا فيؤذيه أو أن يقابله أحد الحيوانات المفترسة فيلتهمه.
على الرغم من التحذيرات الكثيرة التي كانت توجهها له أمه إلا أن الكتكوت المتمرد كان مُصِرًّا على الخروج واللعب في خارج المنزل.
بينما كانت الأم مشغولة في تحضير الطعام بالمنزل وإخوته يلعبون مع بعضهم تسلل بلية إلى الخارج بهدوء دون أن يشعر به أحد منهم، وقال في نفسه: تظن أمي أن حجمي صغير وضعيف وأنني لا أملك القوة الكافية لمواجهة حيوانات الغابة، ولكني سأثبت لك يا أمي أني شجاع جِدًّا واستطيع أن أواجه حيوانات الغابة بسهولة فأنا لست مثل باقي إخوتي على الإطلاق.
خرج بلية يسير في الغابة الواسعة بمفرده حتى قابل إوزة كبيرة، ووقف الكتكوت الصغير في الطريق أمام الإوزة.
قالت الإوزة: ابتعد عن طريقي أيها الكتكوت الجميل.
رد عليها بلية بعنف وقال: أنا لا أخافك.
تعجبت الإوزة قليلًا من رد فعله وسألته أين أمك هل تريد أن أساعدك.
رد عليها بلية وقال: لا أرغب في مساعدتك أيتها الإوزة فأنا شجاع وأتجول في الغابة برغبتي لست تائهًا.
فضحكت الإوزة وقالت اهدأ يا صغير أردت أن أساعدك ثم تركته وسارت في طريقها، حينها ظن الكتكوت المتمرد أن الإوزة خافت من شجاعته وقرر أن يكرر نفس التجربة مع أول حيوان يقابله.
استكمل الكتكوت طريقه حتى وجد أمامه كلب كبير فوقف في طريق الكلب ونظر إلى عينيه بحده.
قال الكلب: ابتعد عن الطريق أيها الكتكوت الصغير.
فقال بلية: صحيح إنك أكبر من الإوزة ولكني لا أخاف منك أيها الكلب الكبير.
فنظر له الكلب وضحك بصوت عال وقال له لا أريد أن أخيفك على الإطلاق يا صغير وبعدها تركه الكلب وسار في طريقه.
في ذلك الوقت أصبح الكتكوت مغرورًا وكأن شجاعته حولته من كتكوت صغير مشاغب إلى آخر مغرور ومتمرد، وبعدها قرر بلية أن لا يعود للمنزل بل يكمل السير في الغابة فوجد أمامه جمل كبير فكرر معه نفس الطريقة.
وقال بلية للجمل: صحيح إنك أكبر من الإوزة والكلب ولكني كما ترى لا أخاف منك أبدًا.
رد عليه الجمل قائلًا: يا لك من كتكوت مشاغب ابتعد عن طريقي أيها الصغير، وبعدها ترك الجمل الكتكوت الصغير وسار في طريقه.
لم يتوقف بلية عند هذا الحد بل أخذ يسير في الغابة مبتعدًا أكثر عن منزله واثقًا في نفسه بأن جميع حيوانات الغابة سيحترمونه ويخافون منه على عكس ما كانت تخبره به أمه.
أثناء سيره داخل الغابة وجد الكتكوت الصغير نفسه أمام خلية نحل كبيرة جدًّا.
اقترب الصغير من خلية النحل بثقة وأخذ يحركها بكل قوته، فقد كان يظن أنه واجه الحيوانات الكبيرة أما النحل فهم مجموعة مخلوقات صغيرة الحجم ولن يستطيعوا أن يضروه أبدا.
خرجت نحلة صغيرة من الخلية وقامت بلدغ بلية في رأسه، وحينها شعر الكتكوت بألم كبير،
وبدأ يركض نحو المنزل بسرعة مبتعدًا عن تلك النحلة الصغيرة، وكان يصرخ ويقول أنقذوني ابعدوا تلك النحلة عني؛ لأن النحلة كانت تلاحقه.
مر بلية أثناء ركضه على الجمل والكلب والإوزة وأخذوا يسخرون منه ويضحكون وهو يركض من تلك النحلة الصغيرة.
بعدما ابتعد بلية عن الخلية كثيرًا عادت النحلة وتركته وهو يبكي ممسكًا برأسه الذي تورم من شدة الألم حتى وصل إلى منزله،
ودخل إلى غرفته وبدأ يصرخ من شدة الألم، فدخلت عليه أمه وقالت ماذا بك يا صغيري وأين كنت؟ لقد قلقت عليك كثيرًا أنا وإخوتك.
أخبر الكتكوت الصغير أمه بكل ما حدث معه، وبعدها اعتذر لها عما بدر منه وأنه تسلل إلى خارج المنزل دون علمها وأخبرها الكتكوت أيضًا بأنه تعلم أن التكبر والغرور ليس شجاعة أو جرأة أبدًا بل أنه قد يدمر صاحبه ويسبب له ألمًا كثيرًا مثلما شعر؛ فاحتضنته والدته وظلت تهدئه وذهبوا إلي تناول الطعام معًا ولم يكرر الصغير ما فعله إطلاقًا.
نتمنى أن تكون قصة الكتكوت بلية المغرور نالت إعجاب أطفالكم وإذا أردت متابعة المزيد من قصص قبل النوم المسلية لطفلك فيمكنك بسهولة من خلال حدوتة قبل النوم للأطفال.