
تدخل كل إمرأة عاملة بعد قدوم مولدها الأول في حالة من الحيرة بين اتخاذ قرار بالبقاء في المنزل، أو العودة إلى العمل بعد الولادة.
من هذا المنطلق أردنا أن نوضح لكل أم بعض النقاط عن تأثير عمل الأم على الطفل وكذلك أهمية عودة الأم للعمل وما يشملهما من إيجابيات وسلبيات؛ كي تتخذي قرارك بشكل أسهل.
جدول المحتويات
هل يشعر الرضيع بغياب أمه؟
يتعلق الرضيع بصوت أمه منذ أن كان جنينًا في الرحم، ومع الولادة يبدأ بتميز رائحتها عن أي شخص آخر، ويزيد تعلق الطفل بأمه مع الرضاعة الطبيعية، ثم يبدأ تدريجيًا بالتعرف على ملامحك وتمييزها عن كل الوجوه المحيطة.
نظرًا لما سبق بالطبع سيشعر الرضيع بغياب أمه، ويرى العديد من الخبراء أنه من الأفضل ألا تبتعدي عن طفلك طوال عامه الأول، ولكن يرجع مدى تأثير عمل الأم على الطفل إلى طبيعة الطفل نفسها.
متى يكون ترك الطفل والذهاب للعمل غير صحي؟
في بعض الحالات لا يستطيع الرضيع تقبل ابتعاد أمه عنه، وتنتابه نوبات بكاء شديدة ومستمرة.. في هذه الحالة يكون تأثير عمل الأم على الطفل سلبي للغاية، ومن الأفضل ألا تترك الأم الطفل حتى تساعده على تقبل الأمر بشكل تدريجي.
تسوق الأن منتجات MyDuck
تأثير عمل الأم على الطفل وأهمية عودة الأم للعمل
ترجع اهمية عودة الأم للعمل إلى عوامل عديدة تختلف بين إمرأة وأخرى، وهذه هي أهمها:
صحة الأم الجسدية والنفسية بعد الولادة
من أولى الأمور التي يجب الانتباه لها كيف هي طاقتك النفسية والبدنية، وهل إن كانت منخفضة فوجودك بالعمل سيجددها أم يزيد من استنزافها؛ لأن طفلك سيحتاج طاقة كبيرة نفسية وبدنية في الوقت الذي ستتواجدين به لتعويضه عن ساعات غيابك.
الحالة المادية للأسرة، والأم خاصة
الحالة المادية للأسرة قد تضطر الأم للرجوع للعمل مبكرًا عن الميعاد التي قد تراه مناسبًا، وهنا يجب أن تتأكدي من أن العائد المادي ضروري لتغطية الاحتياجات الضرورية بالنسبة لكِ، وليس أمرًا زائدًا قد يتم تأجيله.
طبيعة عمل المرأة وقوانين الشركة
إن كانت طبيعية عمل الأم عمل حر “فري لانس” فسيكون هناك مساحة من الانتظار للرجوع إلى العمل، وحتى إن بدأت العمل مبكرًا فلن تحتاج أن تترك المنزل وستظل بجانب صغيرها.
أما إن كانت طبيعية عمل المرأة بدوام كامل خارج المنزل، فيرجع الأمر إلى قوانين محل العمل، وإن كان يسمح لها بالانتظار فترة كبيرة أم لا، وإذا ما كانت تريد الاستمرار في وظيفتها في نفس المكان.
تأثير عمل الأم على الطفل .. كيف أعوض طفلي عن غيابي؟
العودة إلى العمل بعد ولادة الطفل يتطلب بعض الدعم والتفهم من البيئة المحيطة، والكثير من الثقة بالنفس أنكِ تستطيعين الموازنة بين رعايتك لطفلك والعودة للعمل أيًا كان سبب العودة.
تحديد الأنسب فيما يتعلق بعودة الأم للعمل يرجع للأم نفسها، فهي تعرف جيداً وضعها النفسي والمداي، ومدى قدراتها وقدرة طفلها على التكيف مع هذه التغيرات.
العوامل المرتبطة باتخاذ قرار العودة إلى العمل بعد الولادة
أهم ما يمكنك فعله إن كان قرارك بالعودة إلى العمل فيجب التأكد من تعويض طفلك عن الغياب عن طريق الآتي.
اختيار الشخص المناسب لرعاية طفلك
هناك العديد من الأمور التي يجب التفكير بها عند اختيار الشخص المناسب للعناية بطفلك، أهمها أن يكون شخص موثوق به ولديه خبرة في الإعتناء بالطفل، وهنا نجد الجدة أفضل مثال.
احرصي على إخبار الشخص المختار بكافة الأمور التي تتعلق بالطفل مهما كانت بسيطة، ومن الضروري التأكد أن طفلك يتقبل هذا الشخص ويرتاح معه.
ضعي خطة دقيقة مسبقة لرعاية صغيرك وتأكدي أن الشخص المختار لرعايته يفهم ويحترم أسلوب تربيتك لطفلك وعلى استعداد للالتزام بها.
إن كان المناسب لظروفك إرسال طفلك إلى الحضانة، فيجب الحرص على انتقاء حضانة مُجربة من المقربين وذات سمعة جيدة للغاية، وإن وجدت الطفل غير مستعد لهذه الخطوة، وأنها قد تؤثر على نفسيته بالسلب، ابحثي عن خيار بديل.
البدء مبكرًا بتهيئة طفلك لغيابك
كي لا يترك تأثير عمل الأم على الطفل أثرًا كبيرًا، أفضل ما يمكن فعله أن يبدء الشخص المختار الاهتمام بالرضيع قبل عودة الأم للعمل بعدة أيام؛ حتى يتعود الرطفل قي وجود أمه على اهتمام غيرها به، وأيضًا لكي ترى الأم كيف يتعامل هذا الشخص مع الطفل، وإرشاده لما تريد.
الأم العاملة والرضاعة الطبيعية
عودة الأم للعمل لا تعني أبدًا إنتهاء الرضاعة الطبيعية، فيمكنك بسهولة شفط حليب الثدي وتخزينه بأمان للاستخدام عند الحاجة أثناء غيابك.
إبدئي في تقديم الحليب لصغيرك عن طريق الضخ قبل رجوعك للعمل بفترة، وهيئيه لتلقى الرضعات من شخص غير أمه؛ حتى يتكيف بشكل أسهل.
أهم النصائح لعودة الأم إلى العمل بعد الولادة
تأثير عمل الأم على الطفل أمر وارد الحدوث، ولذلك يجب مراقبة الطفل باستمرار لاكتشاف أي مشكلة نفسية قد تلحق به من خلال متابعة تصرفاته وسلوكياته، وملاحظة أي تغيرات، مثل فقدان الشهية أو بكاء باستمرار.
تحتاجين أيضًا إلى:
- تعلم إدارة الوقت بفاعلية، وكذلك تحقيق التوازن بين العناية بذاتك، وإنجاز مسئوليات الأمومة بنجاح.
- الموازنة بين العمل والطفل قد تكون مرهقة، لذا يجب أن تعطِ لنفسك العناية النفسية والجسدية الكافية.
- يمنحك منزل نظيف راحة البال، لذا حاولي تنظيف منزلك بعد العودة من العمل، او اطلبي المساعدة في ذلك.
- الاستعداد لما هو غير متوقع، وإعداد خطة احتياطية عند حدوث حالة طارئة.
- الانتباه لأي أعراض قد تشير إلى اكتئاب ما بعد الولادة، والإسراع باللجوء لمختص إذا ما شعرتِ به.
يمكن للعودة إلى العمل أن تكون تجربة ممتعة ومجزية للأم وعائلتها، فقط تحتاجين لتذكري أن لكل ام رحلة فريدة، فلا تتخذين قرارك بناءًا على ما يفعله غيرك أو يريدونه، بل بناء على معرفتك وتقديرك لظروفك وأولوياتك.