
نقدم لك قصة عن الصداقة تعلم طفلك قوة الرابط بين الأصدقاء، وتشجعه على الأخلاق الحميدة مثل الكرم والإثار والتماس الأعذار للآخرين.
قصة عن الصداقة | أنس ومراد.. وكعكة السكر
أنس ومراد صديقان .. تكونت صداقتهما من أول يوم التقيا فيه ببعضهما البعض.
يحبان اللعب والمرح والتنزة في الحديقة، حتى في المدرسة ينتظران وقت الفسحة ليتقابلا في حديقة المدرسة ليتناولان طعامهما سويًا.
ذات يوم من الأيام، أعدت والدة أنس كعك السكر وأخذ أنس كعكة معه إلى المدرسة، وفي وقت الفسحة قابل مراد في الحديقة وجلسا ليتناولا الطعام مع بعضهما مثل كل يوم.
عندما أخرج أنس كعكة السكر من حقيبته طلب منه مراد أن يأخذ منها قطعة وكان يعتقد أن أنس سيرحب بذلك بكل حب، ولكن على عكس المتوقع رفض أنس رفضًا قاطعًا.
حزن مراد وتعجب من فعل أنس لأنهما دائمًا يتشاركان الطعام سويًا، وسأله لماذا رفض مشاركة الطعام معه هذه المرة.
رد أنس عليه وقال: “أنا أحب كعكة السكر جدًا، وأريد أن آكلها وحدي بدون أن أشاركها مع أحد”.
مراد: “لكني صديقك المفضل، ودائمًا أعطيك من طعامي وأشارك معك أي شيء”.
أنس: “أعتذر يا مراد، لكني لن أعطيك من الكعكة وسآكلها وحدي”.
حزن مراد حزنًا شديدًا وترك أنس وذهب إلى الفصل وهو لا يصدق ما فعله صديقه، وظن أن أنس لم يعد يحبه.
حزن أنس أيضًا وتعجب من أن مراد لم يفهم أنه يحب كعكة السكر جدًا؛ لذا لم يرد أن يتشاركها مع أحد، لكن هذا لا يعني أنه لا يحب مراد أو لا يريد أن يتشارك معه طعامه مثل كل يوم.
عندما عاد مراد إلى المنزل لاحظت والدته الحزن على ملامحه وطلبت منه أن يخبرها عما حدث في يومه، وهل حدث شيء أحزنه؟
حكى لها مراد الموقف الذي حدث بينه وبين أنس، وكيف فضل أنس كعكة السكر على صداقتهما.
خففت والدة مراد من حزنه وقالت له: “لا تظن السوء في صديقك يا مراد، لا تعتقد أن أنس لم يعطك قطعة من الكعكة لأنه لا يحبك، لكنه فقط يحب كعكة السكر بشدة لدرجة أنه لا يريد أن يتشاركها مع أحد”.
مراد: “لكني صديقه المفضل!”.
والدة مراد: “أعلم يا صغيري، لكن صداقتكما لا تعني أنكما يجب أن تتشاركا كل شيء سويًا، كل شخص لديه ما يحبه جدًا، وكل منا له خصوصيته ورغباته التي يجب أن نحترمها، خصوصًا إذا كان هذا الشخص صديقنا، يجب أن نلتمس له الأعذار”.
مراد: “معك حق يا أمي، لقد كنت متسرعًا في حكمي على أنس، سأذهب غدًا وأصالحه”
والدة مراد: “أحسنت يا ولدي، أريدك أن تكون هكذا دائمًا، ولا تجد حرجًا في الاعتذار إذا أخطأت في حق أحد”.
مراد: “سأكون دائمًا عند حسن ظنك يا أمي، شكرًا لك يا حبيبتي!”.
…………………………
في اليوم التالي ذهب مراد وأنس إلى المدرسة وكل منهما يظن أن الآخر غاضب منه.
عندما حان موعد الفسحة، ذهبا كلاهما إلى نفس المكان الذي يلتقيان فيه كل يوم، وكان مراد عازمًا على أن يعتذر لأنس عن غضبه منه، ويوضح له أنه يتفهم مدى حبه لكعكة السكر وأنه يعرف أن عدم رغبته في مشاركتها معه لا يعني أنه لا يحبه.
وصل مراد إلى حديقة المدرسة ورأى أنس وكان يعتقد أنه غاضبًا منه، لكنه تفاجئ بأنس يقبل عليه ويحتضنه ويعتذر له عما فعل بالأمس.
قال أنس: “أعتذر لك يا صديقي عما فعلت بالأمس، لم يكن من الصواب أن أحزنك بسبب كعكة لا قيمة لها أمام صداقتنا”.
تعجب مراد وسأله ما الذي جعله يغيير رأيه.
أجاب عليه أنس: “لقد أخبرت أمي عما حدث، وأخبرتني أني أخطأت عندما رفضت أن أعطيك من كعكة السكر، وأنني كان بإمكاني أن أطلب منها أن تضع لي في حقيبتي كعكة أخرى لأعطيها لك ونتشارك الطعام سويًا.. وأخبرتني أيضًا أنني يجب أن أحب أصدقائي أكثر من أي شيء ولا أكون حادًا معهم”.
أضاف أنس والدموع في عينه: “أعتذر يا صديقي العزيز أني أحزنتك بالأمس، أنت صديقي المفضل وأحبك أكثر من أي شيء آخر”.
احتضن مراد أنس، وقال له: “هون عليك يا صديقي، أنا أيضًا أخطأت عندما حكمت عليك بقسوة وظننت أنك لم تعد تحبني، كان يجب أن أحترم رغبتك ولا أتركك وأرحل بهذه الطريقة”.
قال أنس: “لا عليك يا عزيزي، الأصدقاء لا يحزنون من بعضهم البعض، وبالمناسبة أعدت أمي كعك السكر ثانية، لكن هذه المرة أعطتني كعكتين.. واحدة لي والأخرى لك.. لنأكلهما سويًا”.
جلسا الصديقان يأكلان الكعك وهما يضحكان، وكل منهما قد عرف خطأه، وعرف أن الصداقة لا يجب أن تتأثر بالمواقف البسيطة.
…………………..
بعد أن قرأنا قصة أنس ومراد وكعكة السكر، وهي قصة عن الصداقة، يجب أن نعلم أبناءنا أهمية الصداقة وقوة الرابط الذي يجمع الأصدقاء ببعضهم، ويجب أن نعلمهم أيضًا الكرم، والتماس الأعذار للآخرين، وعدم الحرج من الاعتذار عن الأخطاء.
نتمنى أن تكون قصة اليوم (قصة عن الصداقة | أنس ومراد وكعكة السكر) أعجبتكم، ويمكنك أيضًا الاطلاع علي قصص أخرى مثل قصص عن الصدق أو الصداقة لتعليم طفلك الأخلاق القيمة على موقع ماي داك.