
المراحل الأولى من حياة الطفل هي رحلة نمو واكتشاف رائعة ومذهلة، منذ اللحظة التي يأخذون فيها أنفاسهم الأولى، يشرعون في طريق التطور السريع، ويغزون علامة فارقة تلو الأخرى.
من بين هذه الإنجازات التأسيسية هي القدرة على رفع رؤوسهم، وهي مهارة تبدو بسيطة ولكنها حاسمة تمهد الطريق لعدد لا يحصى من المعالم الحركية الأخرى.
في هذه المقالة، نتعمق في عالم نمو الرضع الرائع، ونستكشف متى يصلب الطفل رأسه بشكل مستقل، وكيف يتطور نموه الجسدي والعضلي من أول يوم في حياته.
جدول المحتويات
متى يصلب الطفل رأسه لأول مرة؟
يختلف كل طفل عن أقرانه في مدى تطور نموه وقدرته على الحركة، ولا توجد إجابة محددة عن سؤال متى يصلب الطفل رأسه لأول مرة، لكن بصفة عامة يمر معظم الأطفال بعدة مراحل ثابتة خلال نموهم.
يمكن أن تستمر عملية تعلم رفع الطفل رأسه حتى يبلغ طفلك 6 أشهر، وخلال هذه الفترة سيطور طفلك مهاراته وقدرته على التحكم في عضلاته شيئًا فشيئًا.
في الأسابيع الأولى بعد الولادة لا يستطيع مولودك الجديد التحكم في رأسه لأن عضلات رقبته ضعيفة ويحتاج إلى الانتباه والدعم منك، لكن بعد الشهر الأول تصبح عضلات رقبته أقوى بالقدر الذي يسمح له برفع رأسه بزاوية 45 درجة عندما يُوضع على بطنه، وأيضًا يستطيع أن يلتفت برأسه بشكل بسيط.
متى يستطيع الطفل رفع رأسه وصدره؟![]()
مع نهاية الشهر الثاني تقريبًا يكون طفلك بالفعل بدأ في رفع رأسه لأعلى قليلًا وأيضًا تحريكها يمينًا ويسارًا بنسبة طفيفة، وقد يستطيع رفع صدره جزئيًا عن الأرض أيضًا عندما يُوضع على بطنه خلال الشهر الثالث.
في هذه المرحلة تتطور رؤية طفلك وقدراته البصرية والسمعية ويصبح أكثر انتباهًا للتفاصيل حوله، وستلاحظين تحريك رأسه تجاهك عنما تتحدثين إليه بين الحين والآخر خصوصًا خلال الشهر الرابع، وفي هذه اللحظة يجب أن تستعدي لأن طفلك سيبدأ في الجلوس قريبًا.
متى يبدأ الطفل بالجلوس والحبو؟
للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نأخذ في اعتبارنا إجابة السؤال الذي طرحناه من قبل وهو “متى يصلب الطفل رأسه”.
تتوقف قدرة الطفل على الجلوس والحبو على توازنه ومدى تحكمه في عضلاته وأعصابه، بحلول الشهر السادس، يكتسب معظم الأطفال قوة كافية في رقبتهم وأعلى أجسامهم لرفع رؤوسهم بأقل جهد ممكن، ويمكنهم حينها الالتفات برؤوسهم بسهولة من جانب إلى آخر ولأعلى ولأسفل.
عندما تشعرين أن طفلك قادرًا على التحكم في عضلات رقبته بشكل كامل يمكنك مساعدته في الجلوس بدعم منك مع الانتباه له، لكن لا يجب العجلة أو إجبار الطفل على الجلوس في وقت مبكر لأن ذلك قد يضر فقرات ظهره.
يجب مراعاة أن الطبيب هو الذي يقيم قدرات الرضيع على الجلوس المستقل؛ لذا ينبغي اتباع توجيهاته بخصوص الوقت المناسب لجلوس الطفل.
أما بالنسبة للحبو، لا يوجد وقت محدد، ففي لحظة ما ستجدين طفلك بدأ في الحبو وحده دون أن تحتاجين إلى بذل أي مجهود، وعادة يحدث ذلك من بداية الشهر السادس وقد يمتد حتى الثامن على حسب نمو الطفل وقدرته.
ما سبب ميلان رأس الطفل الرضيع؟
كما ذكرنا مسبقًا، يكون الطفل في بداية أيامه غير قادرًا على صلب رأسه بصورة صحيحة، لكنه مع الوقت تتطور قدراته ويستطيع تثبيتها ورفعها.
لكن في بعض الأحيان قد تلاحظ الأم ميلان رأس الرضيع إلى جنب واحد فقط في أغلب الأوقات حتى مع تقدم عمره للسن الذي يستطيع فيه تثبيت رأسه.
يمكن أن يكون ميلان الرأس نتيجة لسبب عضوي، وغالبًا يكون مرتبط بحالة تسمى التورتيكوليس (Torticollis)، وهذا قد يتسبب في تسطيح رأس الطفل من جانب واحد ويبدو الوجه غير متساوٍ إذا لم يتم علاجه.
لذا يجب أن تعرف جميع الأمهات متى يصلب الطفل رأسه والوقت المحدد لكل مرحلة في حياته كي تلاحظ أي تغيير عن المألوف ومن ثم تلجأ إلى الطبيب في الوقت المناسب.
نصائح لتقوية قدرات طفلك على رفع رأسه
يمكنك مساعدة طفلك على تقوية عضلات الرقبة وزيادة تحكمه في أعصابه بشكل أسرع من خلال بعض التمارين البسيطة، منها ما يلي:
- خلال الشهر الأول والثاني، ضعي طفلك على بطنه واثني ذراعيه وأسندي ذقنه عليها.
- خلال الشهر الثاني والثالث، ضعي طفلك على بطنه فوق بطانية واستلقي جانبه، وتحدثي إليه وستلاحظين أنه يحرك رأسه تجاه الصوت.
- ضعي طفلك على ظهره فوق بطانية أو فراش ناعم، وارفعيه من ذراعيه لأعلى لمدة ثانية أو ثانيتين لكن برفق وحرص عليه ثم أرجعيه ببطء إلى الفراش مرة أخرى.
- بدلًا من حمل طفلك ووجهه تجاه صدرك، اجلسي وضعيه على قدميك بحيث يكون ظهره مواجهًا لك وادعميه بصدرك، ويمكنك حمله هكذا لتقوي عضلات رقبته.
- ضعي الطفل على بطنه على الأرض وضعي أمامه ألعابًا ذات ألوان جذابة أو تصدر أصواتًا، واتركيه ليلتفت إليها ويرفع رأسه تجاهها بنفسه، ويمكنك رفع اللعبة لأعلى قليلًا عندما يلتفت إليها كي يرفع رأسه أكثر.
يشغل العديد من الأمهات متى يصلب الطفل رأسه، ومتى سيتمكن من التحكم في أعصابه وعضلاته كي لا تقلق عليه كلما يحمله أحد، لكن رحلة نمو الطفل وتطوره تحتاج إلى صبر ورعاية واهتمام، واطلبي دائمًا استشارة طبيب الأطفال في كل نقطة تحتاجين معرفتها بخصوص طفلك ونموه كي تستطيعين رعايته بشكل صحيح وآمن.